ابني
المراهق سريع الغضب والانفعال. فما إن أطلب منه أمراً حتى يثور ويغضب. لقد
أصبح التفاهم بيننا مستحيلاً. أمه تشتكي منه وكذا معلموه وحتى إخوانه
الأكبر منه لا يحترمهم وأحياناً يتشاجر معهم. جربت معه كل الوسائل والطرق
للعلاج..
جربت معه اللين والرفق والكلام الطيب لكن لا فائدة.. لقد
وصل بي الحال أحياناً إلى ضربه ضرباً مبرحاً. ففي إحدى الليالي أتى إلى
البيت متأخراً، فسألته عن سبب تأخره فرد بكل بساطة لقد كنت مع أصدقائي،
فقلت: لكن الوقت متأخر!! فقال: وما المشكلة؟ فقلت: إن هذا خطأ، فأنت لديك
مذاكرة دروسك والذهاب مبكراً إلى المدرسة في الصباح. فكيف تستيقظ مبكراً
إذن؟ فأجاب بعصبية قائلاً: أنا أعرف أين مصلحتي. فاستفزني الرد، مما
اضطرني إلى ضربه ضرباً شديداً". (انتهى كلام الأب).
هناك أمر مهم وهو
أن المراهق يمر بتغيرات جسمية ونفسية تجعل إجاباته بها شيء من الحدة
والانفعال مما قد يثير استفزاز من يتحاور معهم.
يقول ريتشارد هيمان
(صاحب كتاب: كيف تقول "لا" للمراهقين): "يمكن أن يكون الغضب شعوراًَ
هداماً إلا أنه يمكن أن يكون بنّاءً أيضاً. فهو هدام عندما يضر بالأشخاص
أو العلاقات وهو بنَّاء عند استخدامه لأشياء إيجابية مثل دفع المرء ليعمل
بجد أكثر في دراسته وليقرر من أصدقاؤه الحقيقيون. إن المراهقين يحبون
التعاطف.. فلو شعروا بأن لهم آباءً متعاطفين فسيعبرون لهم عن دخيلة
أنفسهم".
نحن ندرك أن مثل هذا السلوك يؤثر سلباً على الوالدين وعلى
كل أفراد الأسرة حيث يرفع درجة التوتر إلى الحد الأقصى، ولكن كل ذلك يمكن
أن يتم بهدوء لو علم المربي كيف يتعامل مع المراهق. فليس بالضرورة أن يكون
الابن هو دائماً المخطئ.. فالوالدان قد يرتكبان أخطاءً كثيرة قد تدفعه إلى
الاعتراض عليهما فيظهر ذلك منه في صورة الانفعال والغضب والعصبية.
9 أخطاء قد يقع فيها المربي
1 القسوة الشديدة والحزم الشديد في التعامل مع المراهق.
2 معاملته بتدليل خوفاً من عصبيته وانفعاله.
3 محاولة تصيد الأخطاء والوقوف معه على توافه الأمور.
4 التدخل في كل صغيرة وكبيرة تخصه مع عدم إعطائه حقه من الخصوصية.
5 محاولة تجنبه وعدم التعامل معه.
6 أن ننفعل ونغضب مثله.
7 إشعاره بالذنب لكونه يغضب مع أن الأمر قد يكون خارجاً عن إرادته.
8 كثرة اللوم والتوبيخ حتى على توافه الأمور.
9 التعامل معه كطفل صغير.
11 فكرة للتعامل مع المراهق الغاضب
1 تفَّهم غضب المراهق وقدر مشاعره.
2 . ساعده على تصريف الغضب إلى شيء إيجابي.
3 حاول أن تفهم منه سبب انفعاله. فلعل لديه من الأسباب ما لا تعرفه أنت.
4 أشعره بحبك له وحرصك على مصلحته مع عدم رضاك عن تصرفه حتى يفتح قلبه لك.
5 لا تتعامل مع الأمر على أنه إهانة لشخصك فهو بالتأكيد لا يقصد إهانتك.
6 حُث المراهق على الغذاء الجيد حتى يقوي أعصابه على التحمل وليعوض الجسم ما يفقده نتيجة لنموه السريع.
7 احتفظ بهدوئك ولا تجعل غضبه يفقدك السيطرة على انفعالاتك.
8 لا تشعره بعدم ثقتك به.
9 لابد من عمل خطة لتخليصه من تلك العادة الذميمة.
10 لا تجعل تصرفاتك كمربٍّ ردود أفعال بل يجب أن تكون أنت الذي يتحكم في المواقف.
11 الحوار والهدوء والمصارحة أنجح الوسائل في التعامل معه.